القيم الاخلاقيه عند العمانين

 اخلاق هي سمة المجتمعات الراقية،لأ وحينما أرسل الله تعالى نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام جعل من مهمات دعوته وصميم رسالته أن يتم الأخلاق ويكملها وجاء كتاب (القيم الخلقية عند العمانيين) موضحا دور الأخلاق في حياة العمانيين الكتاب للشيخ الدكتور عبدالله بن سعيد المعمري ويقع في 60 صفحة وصدر عن مكتبة وتسجيلات الطلائع الإسلامية. تناول المؤلف في مقدمة هذا الكتاب دور الدعوة قائلا: إن الدعوة تسهم بدور فعال في دعم الأفراد والمجتمعات للالتزام بالقيم الخلقية التي تضفي على الحياة حسنا وترقى

 بالإنسان إلى درجات الكمال البشري وهذا يتضح من خلال حقيقة الدعوة نفسها أو الصفات التي يجب أن يتلبس بها الداعية حتى يتأثر به المدعو فيغدو الجميع متجملين بأحسن الصفات متحلين بمكارم الأخلاق، لقد عرف العمانيون في التاريخ بحسن شمائلهم وحميد أخلاقهم، وأسهم حسن فهمهم للإسلام وشمول نظرتهم إليه مع صدق التزامهم بتعاليمه في تبؤهم المكانة السامقة. يجب أن يعرف أهل هذا الجيل من العمانيين قبل غيرهم على هذه الكنوز الثمينة في تاريخ سلفهم ليسيروا على منوالها، ويقتفوا آثارها فيكونوا خير خلف لخير سلف، قال سبحانه وتعالى (يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً




وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ) الدعوة إلى الله تشمل كل جهد يبذل لنداء الخلق إلى عبادة الله تعالى بمعناها الشامل شريطة أن يكون مأذونا به شرعا ومن هنا لا يقتصر مفهوم الدعوة كما هي العادة على الأقوال المأثورة في الخطب ونحوها لأجل تجليتها وبيان أثرها، بل في الحقيقة قد تكون المواقف العملية التي تصدر من الإيمان العميق لصاحبها أسمع للآذان وأدمع للعين وأنفذ للقلب من الكلمات البليغة التي تخرج جوفاء بلا لب أو عرجاء بلا قوام بل ميتة بلا روح. وأشار المؤلف إلى القيم الخلقية عند العمانيين قائلا: لقد كان للعمانيين السبق إلى اعتناق الإسلام قبل كثير من الأقوام قبلوه عن قناعة، وسرى في قلوبهم نوره بمجرد أن عرفوه، فلم يعل رقابهم سيف سطوته، ولا وطئ أرضهم


 جيشه، وهذا مصدر عزتهم بين الأمم لأنه توفيق من الله تعالى، كما أنهم لم ينكصوا على أعقابهم بعد انتقال النبي صلى الله عخيل ليه وسلم إلى ربه، بل شاركوا في حرب المرتدين وكل المناوئين لدولة الحق، الذين حاولوا طمس شمس الحقيقة، أو ردم منبع الهدى، وإن بتأويلات باطلة، فميعوا المبدأ وفق هواهم الدنيوي، أو أنهم أفرطوا في الغلو عن الحنيفية السمحة. هذا بلا شك يدل على سمو الخلق مع عمق الإيمان، ويكفي لذلك شهادة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم للعمانيين حين بعث رسولا إلى قوم العرب فسبوه وضربوه فقال: (لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك) وفي ذلك إشارة إلى سرعة قبولهم للحق، واعترافهم بالحقيقة، وكذا إكرامهم للضيف بعدم الإساءة إليه على الأقل بقول أو فعل، مع اداركهم لوجوب تقدير حامل الرسالة، لأنه سفير لمن حماه إياها فينال شرف تمثيله، فتوقيره من توقيره، وسلامته من سلامته، فكيف إذا المرسل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وفي هذا الباب ذكر المؤلف نماذج تصدق ما ذكرنا وقع عليها



 الاختيار للتمثيل مراعاة لاختلاف جوانبها مع امتداد مراحلها التاريخية حتى تكتمل الصورة من ناحية وحتى تشير إلى التزام العمانيين بقيمهم مدى الزمان. وتطرق المؤلف إلى التعاون والتكافل عند العمانيين قائلا: تنبع صفة التعاون عند العمانيين من طبيعتيهم الرقيقة وقلوبهم الرحيمة، فلم يعرف عنهم إلا الود واللطف، فإعانة المارة، وتخفيف الحمل عن الكبار والصغار، وقضاء حوائج المرأة، وقيادة الأعمى، وإرشاد الحائر ونحوها ما هي إلا ملامح تلك الخصيصة، فكيف بأخ من إخوانهم يقع في ضيق أو ينحني ظهره أو ينقطع فيحتاج إلى معروف ألا يعينونه أو يدفعون عنه خصاصته وتلك أيضا صفة عربية أصيلة، بل سمة إنسانية تدفع صاحبها لبذل الخير وصنع المعروف دون انتظار مكافأة مادية أو معونة من المحسن إليه، ولا ريب أن الوازع الإيماني يقويها ويهذبها كما يقول الله تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المائدة 2 هذه الملكة في المرء بقدر صفاء نفسه وحبه للخير وتكريمه للإنسان بل لجميع خلق الله مع تعلقه بربه والدار الآخرة. وتحدث المؤلف عبر هذا الإصدار عن دور الأمانة قائلا: لقد أكرم الله تعالى العمانيين بقيم فاضلة فلا ريب أن صفة الأمانة أهمها، فأنى يتسنى لهم الحفاظ عليها دونها، وكيف يقاومون هوى النفس بغير سندها، فلهم معها شأن وأي شأن فقد طاروا بحمد الله في أفلاك أنوارها، وغاصوا في بحار أسرارها، وانصهروا في بوتقة حبها، حتى غدت حياتهم ترجمة لمعانيها، ودعوة لمغانيها، فلا تكاد تنفك عن هوائها أنفاسهم ولا تبصر غير ضيائها أعينهم، فلا غروا أن يلتزموا بهداها في أحلك الظروف محنة، وأشدها فتنة، فلم يكونوا يتجاوزون الحد في الالتزام بتقوى الله وحسن المعاملة سواء في الفقر والغنى، أو الضعف أو القوة، أو الفرج والترح، وتراجم حياة أئمتهم وعلمائهم وعامتهم إلا قليلا سجلات حافلة بموافق يحق أن تخط بأحرف من نور على جبين الدهر، ولو لم يكن إلا حفاظهم على دين الحق غضا طريا كما أنزله على عبده رسوله محمد- صلى الله عليه وسلم- لكان كافيا وشاهدا على صدق ما نقول، فمن أراد أن يعرف الإسلام في بساطته وسماحته ورحمته وقوته فليقرأ تاريخ عمان، بل ليشاهد واقع عمان وأهلها. وتطرق المؤلف عبر هذا الإصدار إلى بعض الموضوعات التي لها دور قيم في التعامل 

Oman dad .com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خريف محافظه ظفار